(19) الـقَـاسِــــــمُ بْـــنُ مُـحَـمَّـــدِ بْـــنِ أَبِـــي بَـكْــــــــرٍ
هُـــــــوَ: القَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، أَبُو مُحَمَّدٍ، القُرَشِيُّ، التَّيْمِيُّ، المَدَنِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، الفَقِيهُ، الحُجَّةُ، عَالِمُ وَقْتِهِ بِالمَدِيْنَةِ مَعَ سَالِمٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ.
مَـوْلِـــدُهُ: وُلِدَ القَاسِمُ فِي خِلاَفَةِ الإِمَامِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ورُبِّيَ القَاسِمُ فِي حَجْرِ عَمَّتِهِ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ، وتَفَقَّهَ مِنْهَا، وأَكْثَرَ عَنْهَا، وكَانَ هُوَ وزَيْن العَابِدِين وسَالِم بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبْنَاءُ خَاَلَةٍ.
أَولاَدُهُ: عَبْد الرَّحْمَن وعَبْدَة وأُمّ فَرْوَةَ وأُمّ حَكِيم.
وكَانَ مِن سَادَاتِ التَّابِعِيْنَ ومِن أَفْضَلِ أَهْل زَمَانِه عِلْماً وأَدَباً وعَقْلاً وفِقْهاً، مُتَّفَقٌ عَلَى إِمَامَتِهِ وجَلاَلَتِهِ، وكَانَ صَمُوتًا لَا يتَكَلَّم كَثِيراً، مُلاَزِماً لِلوَرَع والعِبَادَة، وذَهَبَ بَصَرُهُ فِي أَوَاخِرِ أَيَّامِهِ.
- قَالَ عَنْهُ عَبْدُ اللهِ بْن الزُّبَيْر: مَا رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَلَدَ وَلَداً أَشبَهَ بِهِ مِن القَاسِم.
- وقَالَ أَيُّوْبُ السَّخْتِيَانيُّ: مَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَفْضَلَ مِن القَاسِم.
- وقَالَ أَبُو الزِّنَادِ: مَا رَأَيْتُ فَقِيهًا أَعْقَلَ ولَا أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ مِنَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّد.
- وقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ: مَا أَدْرَكْنَا مِنَ المَدِينَةِ أَحَدًا نُفَضِّلُهُ عَلَى القَاسِم.
- وقَالَ مَالِكٌ: كَانَ مِنْ فُقَهَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ.
- وقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ.
- وقَالَ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ: تَرْجَمَةٌ مُشَبَّكَةٌ بِالذَّهَبِ.
مِن أَقوَالِـــهِ:
- قَالَ القَاسِمُ: لَأَنْ يَعِيشَ الرَّجُلُ جَاهِلًا بَعْدَ أَنْ يَعْلَمَ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَيْرٌ لَهُ مِن أَنْ يَقُولَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ورَسُولِهِ مَا لَا يَعْلَمُ.
- وقَالَ: إِنَّ مِنْ إِكْرَامِ المَرْءِ نَفْسَهُ أَنْ لاَ يَقُوْلَ إِلاَّ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ.
- وقَالَ: قَدْ جَعَلَ اللهُ فِي الصَّدِيقِ البَارِّ المُقْبِلِ عِوَضاً مِنْ ذِي الرَّحِمِ العَاقِّ المُدْبِرِ.
- وقَالَ: إِنَّ مِن أَعْظَمِ الذَّنْبِ، أَن يَسْتَخِّف المَرْءُ بِذَنْبِهِ.
- وسَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ مَا أَجْرَأ فُلاَناً عَلَى اللهِ! فَقَالَ القَاسِمُ: ابْنُ آدَمَ أَهْوَنُ وأَضْعَفُ مِن أَنْ يَكُونَ جَرِيئاً عَلَى اللهِ، ولَكِن قُلْ: مَا أَقَلَّ مَعْرِفَته بِالله.
وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ الْقَاسِمُ بِقُدَيْدٍ (مَوْضِع بَيْنَ مَكَّةَ والمَدِينَةِ) سَنَةَ سَبْعٍ ومِائَةٍ (107 هـ)، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.