(15) عُـــبَـــيْـــــدُ اللَّهِ بْـــنُ عَـــبْـــــدِ اللَّهِ
هُـــــوَ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ غَافِلِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ شَمْخِ بْنِ فَارِ بْنِ مَخْزُومٍ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ، حُلَفَاءِ بَنِي زُهْرَةَ, أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الهُذَلِيُّ. الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، الحَافِظُ، مُفْتِيُّ المَدِيْنَةِ، وعَالِمُهَا، وأَحَدُ الفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ، وهُوَ مُعَلِّمُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَلِيَ قَضَاءَ الكُوفَةِ فِي وِلاَيَةِ المُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ الثَّقَفِيِّ، وعَمِيَ آخِرَ عُمُرِهِ.
مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ عُبَيْدُ اللَّهِ فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ، أَوْ بُعَيْدَهَا.
ومِنْ شِعْرِهِ ... كَتَبَ مَرَّةً إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيز فَقَالَ:
بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي أُنزِلَتْ مِنْ عِنْدِهِ السُّوَرُ........وَالْحَمْدُ لِلَّهِ أَمَّا بَعْدُ يَا عُمَرُ
إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا تَأْتِي وَمَا تَذرُ............فَكُنْ عَلَى حَذَرٍ قَدْ يَنْفَعُ الحَذَرُ
وَاصْبِرْ عَلَى الْقَدَرِ الْمَجْلُوبِ وَارْضَ بِهِ......وَإِنْ أَتَاكَ بِمَا لَا تَشْتَهِي الْقدَرُ
فَمَا صَفَا لِأَمْرِئٍ عَيْشٌ يُسَرُّ بِهِ................إِلَّا سَيَتْبَعُ يَوْمًا صَفْوَهُ كَدَرُ
ثَـنَـــاءُ الأَئِـمَّـــةِ عَـلَـيْـــهِ:
- قَالَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيز: وَدِدْتُ أَنَّ لِي مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ يَوْمًا بِكَذَا وبِكَذَا، ولَوْ كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ حَيًّا لَمَا صَدَرْتُ إِلَّا عَنْ رَأْيِهِ.
- وقَالَ أَيضَاً: مَا رَوَيْتُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ وَحْدَهُ أَكْثَرَ مِمَّا سَمِعْتُ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ.
- وقَالَ أَيضَاً: لِأَنْ يَكُونَ لِي مَجْلِسٌ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا.
- وقَالَ الزُّهْرِيُّ: كَانَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بَحْراً مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ.
- وسُئِلَ عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ: مَنْ أَفْقَهُ مَنْ رَأَيْتَ؟ قَالَ: أَعْلَمُهُمْ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وأَغْزَرُهُمْ فِي الْحَدِيثِ عُرْوَةُ، ولا تَشَاءُ أَنْ تَفْجُرَ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بَحْرًا إِلا فَجَّرْتَهُ.
- وقَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَ ثِقَةً، عَالِماً، فَقِيْهاً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ والعِلْمِ بِالشِّعْرِ.
- وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً, فَقِيهًا, كَثِيرَ الْحَدِيثِ والْعِلْمِ, شَاعِرًا.
- وقَالَ العِجْلِيُّ: كَانَ أَحَدَ فُقَهَاءِ المَدِيْنَةِ، ثِقَةً، رَجُلاً صَالِحاً، جَامِعاً لِلْعِلْمِ.
- وقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ، إِمَامٌ.
- وقَالَ الطَّبَرِيُّ: مُقَدَّمًا فِي العِلْمِ والمَعرِفَةِ بِالأَحكَامِ والحَلاَلِ والحَرَامِ والأَدَبِ وأَيَّامِ النَّاسِ، وكَانَ مَعَ ذَلِك شَاعِراً مَجِيداً.
- وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مِنَ الفُقَهَاءِ والقُرَّاءِ، عَلَى مَا كَانَ يُرْجَعُ إِلَيْهِ مِنَ العَقْلِ والأَدَبِ والمَعْرِفَةِ بِأَيَّامِ النَّاسِ؛ مِن سَادَاتٍ التَّابِعِينَ.
- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: أَحَدُ الفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ، وكَانَ إِمَامًا، حُجَّةً، حَافِظًا، مُجْتَهِدًا؛ مِنْ بُحُورِ العِلْمِ.
- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، فَقِيْهٌ، مُكْثِرٌ.
وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ عُبَيْدُ اللهِ سَنَةَ ثَمَانٍ وتِسْعِيْنَ (98 هـــ) ظَنًّا؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.