السؤال :
قلتم في الفتوى رقم: 41328 "إن أخطاء سيد قطب- رحمه الله- ليست من الكثرة بحيث يُمنع المبتدئ من الاستفادة من كتبه" وفي 50192 "من ساعد على نشر كتبهما فهو مأجور" أليس كلامكم هذا مخالفا لكلام العلماء ؟ قال ابن باز: كلامه في الصحابة خبيث، فيجب أن تمزق كتبه، استهزاؤه بالأنبياء ردة مستقلة. قال ابن عثيمين: أخطأ من ينصح الشباب بقراءة كتب سيد قطب، وحسن البنا. قال الفوزان: لا يقال لهؤلاء الكتاب علماء وإنما مفكرون، ولو لا أن سيد قطب معذور بالجهل لكفرناه لكلامه الإلحادي. قال عبد العزيز آل الشيخ تعليقا على كلام سيد في الصحابة: هذا كلامُ باطنيٍّ خبيث، أو يهوديٍّ لَعين، ما يتكلم بهذا مسلم. قال الشيخ حماد الأنصاري: إن كان ( سيد قطب ) حياً فيجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتداً. قال عبد الله الدويش: قال عن قول له في “الظلال ” هذا قول أهل الاتحاد الملاحدة الذين هم أكفر من اليهود والنصارى. فهل بعد هذا تقولون إن سيد قطب من أئمة الهدى وأخطاؤه لا تمنع من الاستفادة منه ؟
الإجابــة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ذكرناه في الفتاوى المشار إليها لا يعارض كلام أهل العلم الكبار بشأن كتب سيد قطب –رحمه الله- وما ذكرته من كلام بعض العلماء لم نطلع عليه محررا في مصدر موثوق النسبة إليهم، بل الثابت عنهم في فتاواهم خلاف ذلك.
ففي فتاوى العلامة ابن باز –رحمه الله- سؤال: ما هو رأي سماحتكم في كتاب (مشاهد القيامة في القرآن) لسيد قطب؟
فأجاب –رحمه الله- : لم أقرأه، ولكن بلغني عنه أنه لا بأس به، كتب سيد قطب كتب مفيدة ونافعة، وليس معناها أنه ليس فيها خطأ، كل عالم له بعض الأخطاء والأغلاط، لكن لم أقرأ الكتاب، وهو فيما بلغني كتاب مفيد ومؤثر، رحم الله مؤلفه. اهـ
وقد ذكرنا كلام الشيخ ابن عثيمين والشيخ بكر أبو زيد، وذلك في الفتوى رقم: 123218.
واعلم أن العلماء والدعاة ليسوا معصومين من الخطأ، لكن التعامل مع أخطائهم ينبغي أن يكون بمنهج حكيم متوازن، وقد بينا ذلك، ونقلنا نصيحة الشيخ ابن باز بهذا الخصوص في الفتوى رقم: 18788 .
والله أعلم.
إسلام ويب :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]