15-المجالس النيابية (مجلس الشعب) :
من جرأة القوم على الله أنهم خصصوا لأنفسهم ولشعوبهم مجالس تشريعية وسموها مجالس نيابية أو مجالس الشعب، وظيفتها التشريع وسن القوانين للناس من غير سلطان من الله.
و هذه المجالس وكل واحد من أعضائها طاغوت كبير ، قد نصب من نفسه ندا لله تعالى في أخص خصائصه سبحانه وتعالى ألا وهي خاصية التشريع والحكم.
و كون هذه المجالس بأعضائها طاغوتا، فهو لعبادتها من جهة الإقرار لها بخاصية التشريع وطاعتها واتباعها في ذلك، والنظر إلى ما يصدر عن هذه المجالس الطاغوتية أنه فوق التعقيب أو الاعتراض والرد..!!
و نصيحتنا للمسلمين ولكل من يعز عليه دينه : أن لا يقترب من هذه المجالس الطاغوتية بشيء، وأن لا يكون سببا في دفع أحد إليها فإنما هو يدفعه إلى النار..و تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ، وهذا من أعظم الإثم والعدوان.
كما يجب عليه أن لا يقر بشرعيتها فإنما هي طاغوت، يجب عليه الكفر بها والتبرؤ إلى الله منها.
و لا يغرنكم ما يقال لكم عن حسنات دخول هذه المجالس الطاغوتية، وما يترتب على دخول المغرورين من مصالح، فإنما هو نفخ من نفخ الشيطان وتزيين من تزيينه لإضلالكم وإغوائكم وصدكم عن دينكم، واعلموا أن جميع ما يُذكر لكم من حسنات لا تبرر مزلقا عقديا واحدا من المزالق العقدية الكثيرة الحاصلة جراء دخول هذه المجالس ، فسلامة الدين أعظم المقاصد والمصالح، وأعظم ما جاء في الدين التوحيد.. فلا تفرطوا به لثمن بخس لا يقدم ولا يؤخر، فتخسروا دنياكم وآخرتكم.
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
16-مجلس الأمم المتحدة :
هو طاغوت ومعبود من دون الله، وذلك من أوجه :
منها، أنه مجلس لا ضابط له من الكتاب والسنة، وإنما يخضع لأهواء ومصالح وأحقاد قوى الكفر العالمية…
و منها، إنه المجلس الذي تتحاكم إليه وإلى قوانينه - من دون الله - الدول والشعوب عند حصول المنازعات والخلافات فيما بينها..
و منها، أن الدول والشعوب يتعاملون مع هذا المجلس الطاغوت، على أنه فوق المساءلة، أو التعقيب والاعتراض، فكل ما يصدر عنه واجب التنفيذ والقبول..!!
فأي طاغوت يُعبد من دون الله أشد ظلما وطغيانا من هذا الطاغوت، ومع ذلك فالناس لا يرون حرجا في الاعتراف بشرعيته، وفي التحاكم إليه من دون الله..!!
و نحوه كل مجلس يحمل صفاته أو بعضها فإنه طاغوت يدعي الإلهية ويعبد من دون الله. وإنما اكتفينا بذكر "مجلس الأمم" الطاغوت الأكبر لظهور طغيانه على جميع الأمم والشعوب، وليقيس عليه القارئ بقية المجالس ويحكم عليها من تلقاء نفسه.
17- الأحزاب في بعض صورها :
عندما تطاع الأحزاب لذاتها، بمعنى كل ما يصدر عن الحزب من قرارات وأفكار فهي تنال القبول والطاعة عند أفراده لكونها صادرة عن الحزب وقادة الحزب، ولو كانت متخالفة للحق..!!
عندما يُعقد الولاء والبراء في الحزب، بحيث من ينتمي إلى الحزب - وإن كان فاسقا ظالما - يُعطى من الولاء والود والنصرة ما لا يعطاه من هو خارج الحزب أو ينتمي إلى حزب آخر، ولو كان مسلما تقيا عدلا، وهو أصلح من الأول..!!
عندما يُنصر الحزب في الباطل كما يُنصر في الحق، تعصبا للحزب ولقادة الحزب ..!
عندما تكون الأحزاب في هذه الصورة، فهي طاغوت يعبد من دون الله، والدخول في أحزاب هذه صفاتها هو دخول في أحزاب طاغوتية وإن تسمت بأسماء إسلامية وزعمت أنها تعمل للإسلام…
قال ابن تيمية رحمه الله : كون الأستاذ يريد أن يوافقه تلميذه على ما يريد، فيوالي من يواليه، ويعادي من يعاديه مطلقا. وهذا حرام ليس لأحد أن يأمر به أحد، ولا يجيب عليه أحد بل تجمعهم السنة وتفرقهم البدعة يجمعهم فعل ما أمر الله به ورسوله، وتفرق بينهم معصية الله ورسوله.
و من حالف شخصا على أن يوالي من والاه ويعادي من عاداه كان من جنس التتر المجاهدين في سبيل الشيطان، ومثل هذا ليس من المجاهدين في سبيل الله تعالى، ولا من جند المسلمين، ولا يجوز أن يكون مثل هؤلاء من عسكر المسلمين، بل هؤلاء من عسكر الشيطان. ولكن يحسن أن يقول لتلميذه : عليك عهد الله وميثاقه أن توالي من والى الله ورسوله ، وتعادي من عادى الله ورسوله، وتعاون على البر والتقوى ولا تعاون على الإثم والعدوان .
المرجع : كتاب الطاغوت .
الشيخ : عبدالمنعم مصطفى حليمة .