السؤال :
ما الفرق بين ((اخرجه ورواه وذكره)) عند المحدثين وجزكم الله خيرا ؟
الجواب :
الحمد لله
قولهم " رواه فلان " أعم من قولهم " أخرجه فلان " ؛
فإن "رواه فلان" تطلق على الراوي نفسه، فيقال رواه سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ، أو : رواه الزهري مرسلا ، أو: رواه فلان وخالف فيه فلانا ، ونحو ذلك .
وتطلق أيضا على رواية العالم الحديث في مصنفه ، فيقال : " رواه البخاري في صحيحه " ، و " رواه أحمد في مسنده " و " رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة " ونحو ذلك .
أما " أخرجه فلان " .
فتطلق على من روى الحديث في مصنفه ، وهذا المصطلح ، بهذا المعنى : يساوي مصطلح " رواه فلان " بالمعنى الثاني المتقدم ، ولا فرق بينهما.
أما " خرّجه فلان " فتطلق على معنيين :
أولهما : بمعنى " أخرجه فلان " ، ومنه قول ابن رجب رحمه الله في "جامع العلوم والحكم" في غير موضع منه : " خرجه البخاري" ، "خرجه مسلم" ، "خرجه الإمام أحمد" ، "خرجه الترمذي".
الثاني: "عزو الأحاديث التي تذكر في المصنفات مطلقة ، غير مسندة ولا معزوة إلى كتاب ، أو كتب مسندة، إما مع الكلام عليها تصحيحاً وتضعيفاً ورداً وقبولاً وبيان ما فيها من علل، وإما بالاقتصار على العزو إلى الأصول".
"حصول التفريج بأصول التخريج" للغماري( ص21)
ومن ذلك قولهم : "علق عليه وخرج أحاديثه ... " .
أما "ذكره فلان" : فتطلق ويراد بها عدة معان ، منها :
- أن تأتي بمعنى "روى" وهذا قليل ، ومثاله ما ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 291) عند تخريجه لحديث : (أول ما يحاسب به العبد صلاته ... ) قال :
" روى النسائي عن يحيى بن يعمر عن أبي هريرة مثل هذا، وقد ذكره الإمام أحمد في ترجمة رجل غير أبي هريرة، ورجاله رجال الصحيح " انتهى .
ومقصوده بـ" ذكره الإمام أحمد ": رواه بسنده .
ومنه أيضا : قول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ "الجواب الصحيح" (5/69) ـ : " وتولى بعد النجاشي آخر فأرسل إليه كما ذكره مسلم في صحيحه " انتهى . ومراده أن مسلما رواه مسندا في صحيحه ، وهو فيه برقم (1774) .
وينظر : "زاد المعاد" لابن القيم (1/166، 245) .
- أن تأتي بمعنى : رواه بغير إسناد ، كأن يذكر البخاري معلقا في صحيحه أثرا عن بعض السلف ، فيقال : "ذكره البخاري في صحيحه" كما قال ابن رجب :
" وقال ابن أبي أوفى: "النَّاجش: آكلُ ربا خائنٌ" ذكره البخاري ".
جامع العلوم والحكم (3/ 973)
وقد ذكره البخاري في صحيحه (3/ 69) عنه بغير إسناد .
وكذلك قول ابن رجب : " وصلاةُ الله على عبده: هي ثناؤه عليه بين ملائكته، وتنويههُ بذكره، كذا قال أبو العالية، ذكره البخاري في " صحيحه ".
جامع العلوم والحكم (3/ 1027)
وهذا ذكره البخاري في صحيحه (6/120) بغير إسناد .
- تأتي كثيرا للتعبير عن إيراد الراوي في بعض كتب الجرح والتعديل ، إشارة إلى توثيقه أو تضعيفه ، أو لنقل كلام أهل الجرح والتعديل فيه ، كقولهم : "ذكره العجلي في الثقات" و "ذكره ابن حبان في المجروحين" و "ذكره العقيلي في الضعفاء" ونحو ذلك .
وكقولهم : " ذكره الذهبي في الميزان ، وحكى تضعيفه عن أحمد وابن معين" ونحو ذلك .
والله أعلم .