(4) الأَسْـــوَدُ بـْنُ يَـزِيْـــد الـنَّـخَـعِـــــيُّ
هُـــوَ: الأَسْوَدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ قَيْسٍ أَبُو عَمْرٍو النَّخَعِيُّ الكُوْفِيُّ، الإِمَامُ، الفَقِيهُ، العَابِد، الزَّاهِد، المُخَضْرَم، الصَوَّام، القَوَّام، الحَجَّاج.
كَانَ يَخْتِمُ القُرْآنَ فِي رَمَضَانَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ، وفِي غَيْرِ رَمَضَانَ يَخْتِمُه فِي كُلِّ سِتِّ لَيَالٍ، وحَجَّ ثَمَانِيْنَ مَرَّة، مِنْ بَيْنِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ، وصَامَ الدَّهْرَ.
صَحِبَ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسعُودٍ ولاَزَمَهُ وتَفَقَّه بِهِ، حَتَّى صَارَ وَاحِداً مِن كِبَار فُقَهَاء الكُوفَة ومُفْتِيهَا.
وقَرَأَ الأَسْوَدُ القُرْآنَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ.
وقَرَأَ عَلَيْهِ: يَحْيَى بنُ وَثَّابٍ، وإِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ، وأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ.
قَالُواْ عَنْهُ:
- قَالَ الشَّعْبِيُّ: كَانَ صَوَّاماً، قَوَّاماً، حَجَّاجاً.
- وقَالَ أَحمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ، مِن أَهْلِ الخَيْرِ.
- وقَالَ العِجْلِيُّ وابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ.
- وقَالَ ابْنُ حِبَّانٍ: كَانَ فَقِيهاً زَاهِداً.
- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: إِمَامٌ، قُدْوَةٌ؛ وهُوَ نَظِيْرُ مَسْرُوْقٍ فِي الجَلاَلَةِ والعِلْمِ والثِّقَةِ والسِّنِّ، يُضْرَبُ بِعِبَادَتِهِمَا المَثَلُ.
- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، مُكْثِرٌ، فَقِيهٌ، مُخَضْرَمٌ.
وفَـاتـــهُ: قَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَد: كَانَ الْأَسْوَدُ يَجْتَهِدُ فِي الْعِبَادَةِ، يَصُومُ حَتَّى يَصْفَرَّ جَسَدُهُ، فَلَمَّا احْتُضِرَ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذَا الْجَزَعُ؟ فَقَالَ: "ومَالِي لَا أَجْزَعُ، ومَنْ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنِّي؟! واللَّهِ لَوْ أُتِيتُ بِالْمَغْفِرَةِ مِنَ اللَّهِ لَهَمَّنِي الْحَيَاءُ مِنْهُ مِمَّا صَنَعْتُ، إِنَّ الرَّجُلَ يَكُونُ بَيْنَهُ وبَيْنَ الرَّجُلِ الذَّنْبُ الْعَظِيمُ، فَيَعْفُو، فَلَا يَزَالُ مُسْتَحْيِيًا مِنْهُ حَتَّى يَمُوتَ".
مَاتَ الأَسْوَدُ سَنَةَ خَمْسٍ وسَبْعِيْنَ (75 هـ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.