(20) سُـــلَـــيْـــمَـــــــــــانُ بْـــــنُ يَـــــسَـــــــــــــــــــــارٍ
هُـــــــوَ: سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، أَبُو أَيُّوْبَ المَدَنِيُّ، مَوْلَى أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةِ، زَوْجِ النَّبِيِّ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعلاَمِ، ومِنَ الفُقَهَاءِ السَّبَعَةِ.
مَـوْلِـدُهُ: وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَانٍ. وكَانَ فَقِيْهاً، عَالِماً، رَفِيْعاً، كَبِيرَ القَدرِ، مَأْمُوْناً، فَاضِلاً، عَابِداً، حُجَّةً.
وَرَعُـــهُ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهاً؛ فَفِي يَوْمٍ... دَخَلَتْ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ بِالأَبْوَاءِ (مَكَان بَيْنَ مَكَّة والمَدِينَة) كَأَنَّهَا فَلْقَةُ قَمَرٍ، فَسَأَلَتْهُ نَفْسَهُ فَامْتَنَعَ، فَدَنَتْ مِنْهُ فَخَرَجَ هَارِبًا مِنْ مَنْزِلِهِ وَتَرَكَهَا فِيهِ. قَالَ سُلَيْمَانُ: فَرَأَيْتُ بَعْدَ ذَلِكَ يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلَامُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، وَكُنْتُ بِمَكَّةَ وَطُفْتُ وَسَعَيْتُ وَأَتَيْتُ الْحَجَرَ، فَنَعَسْتُ فَإِذَا رَجُلٌ وَسِيمٌ شَرْحَبٌ جَمِيلٌ، لَهُ شَارَةٌ حَسَنَةٌ وَرَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟
فَقَالَ أَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ.
قَلْتُ: الصِّدِّيقُ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ: إِنَّ شَأْنَكَ وَشَأْنَ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ عَجَبٌ.
قَالَ: شَأْنُكَ وَشَأَنُ صَاحِبَةِ الْأَبْوَاءِ أَعْجَبُ، أَنَا يُوسُفُ الَّذِي هَمَمْتُ, وأَنْتَ سُلَيْمَانُ الَّذِي لَمْ تَهُمَّ!!
أَخَذَ العِلْمَ عَـنْ: زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وأَبِي هُرَيْرَةَ وجَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ وأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ ورَافِعِ بنِ خَدِيْجٍ، وعَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وَمَيْمُوْنَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ؛ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم أَجْمَعِينَ.
ثَنَاءُ الأَئِمَّةِ عَلَيْهِ:
- قَالَ عَنْهُ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحَنَفِيَّةِ: سُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ عِنْدَنَا أَفْهَمُ مِنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ.
- وقَالَ الزُّهْرِيُّ: كَانَ مِنَ العُلَمَاءِ.
- وقَالَ أَبُو الزِّنَادِ: كَانَ مِمَّنْ أَدْرَكْتُ مِنْ فُقَهَاءِ المَدِيْنَةِ وَعُلَمَائِهِم، مِمَّنْ يُرْضَى وَيُنْتَهَى إِلَى قَوْلِهِم: سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ، وَالقَاسِمُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَخَارِجَةُ بنُ زَيْدٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، وَسُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ، فِي مَشْيَخَةٍ أَجِلَّةٍ سِوَاهُم مِنْ نُظَرَائِهِم، أَهْلُ فَقْهٍ، وَصَلاَحٍ، وَفَضْلٍ.
- وقَالَ قَتَادَةٌ: قَدِمْتُ المَدِيْنَةَ، فَسَأَلْتُ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِهَا بِالطَّلاَقِ، فَقِيْلَ: سُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ.
- وقَالَ مَالِكٌ: كَانَ سُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ مِنْ أَعْلَمِ هَذِهِ الْبَلْدَةِ بِالسُّنَنِ، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ النَّاسِ بَعْدَ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ.
- وقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِيْنٍ: ثِـقَـةٌ.
- وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، عَالِمًا، رَفِيْعًا، فَقِيْهًا، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ.
- وقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ، مَأْمُونٌ، فَاضِلٌ، عَابِدٌ.
- وقَالَ العِجْلِيُّ: تَابِعِيٌّ، ثِقَةٌ، مَأْمُونٌ، فَاضِلٌ، عَابِدٌ.
- وقَالَ النَّسَائِيُّ: أَحَدُ الأَئِمَّةِ.
- وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: ثِقَةٌ؛ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ المَدِيْنَةِ، وعُبَّادِ التَّابِعِيْنَ.
- وقَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: أَحَدُ الفُقَهَاءِ السَّبَعَةِ بِالمَدِيْنَةِ.
- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: الفَقِيْهُ، الإِمَامُ، عَالِمُ المَدِيْنَةِ، ومُفْتِيْهَا.
- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، فَاضِلٌ، أَحَدُ الفُقَهَاءِ السَّبَعَةِ.
وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سُلَيْمَانٌ سَنَةَ سَبْعٍ ومَائَةٍ (107 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.