إن مما يُعين على الحفظ والتثبت، والفهم الصحيح مراجعة ما تعلمه الطالب من علم مع من يستأنس من طلاب العلم .. وكذلك بذل العلم وتدريسه للناس.
فالإنسان لو حفظ شيئاً ثم لم يتحدث به، ولم يحدث به الآخرين لسرعان ما ينساه ويتفلته .. فقد أثر عن أبي سعيد الخدري قال: تحدثوا؛ فإن الحديث يهيج الحديث.
وقال: تذاكروا؛ فإن الحديث يُذكر الحديث.
وعن علقمة قال: تذاكروا الحديث؛ فإن حياته ذكره.
وعن إبراهيم النخعي، قال: من سره أن يحفظ الحديث فليحدث به، ولو أن يُحدث به من لا يشتهيه؛ فإنه إذا فعل ذلك كان كالكتاب في صدره!
وقال: إنه ليطول علي الليل حتى ألقى أصحابي فأذاكرهم!
وعن ابن شهاب: أنه كان يسمع العلم من عروة وغيره، فيأتي إلى جارية له وهي نائمة، فيوقظها، فيقول: اسمعي: حدثني فلانٌ كذا، وفلان كذا! فتقول: ما لي وما لهذا الحديث؟! فيقول:قد علمتُ أنك لا تنتفعين به، ولكن سمعته الآن، فأردت أن أستذكره.
وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان يقول يا سعيد اخرج بنا إلى النخل. ويقول: يا سعيد حدِّث. قلت: أحدِّث وأنت شاهد؟ قال: إن أخطأت فتحت عليك.
المرجع : مذكرة في طلب االعلم .
الشيخ : عبدالمنعم مصطفى حليمة .