السؤال :
قال أحد الدعاة إن سيد قطب لم يكن عالما، وإنما كان كاتبا إسلاميا. فهل سيد قطب من العلماء أم أنه كان كاتبا فحسب؟
الإجابة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما أجمل وأنفع ما قاله العلامة ابن عثيمين رحمه الله في لقاء الباب المفتوح عندما سئل عن سيد قطب رحمه الله، ومما جاء في كلامه: سيد قطب انتقل من دار العمل إلى دار الجزاء، والله تعالى حسيبه، وكذلك غيره من أهل العلم. أما الحق فيجب قبوله سواء جاء من سيد قطب أو من غيره، والباطل يجب رده سواء كان من سيد قطب أو من غيره، ويجب التحذير من أي باطل كُتِب أو سُمِع سواء من هذا أو من هذا، من أي إنسان. هذه نصيحتي لإخواننا، ولا ينبغي أن يكون الحديث والمخاصمة والأخذ والرد في شخص بعينه. أما سيد قطب فرأيي في آثاره أنه مثل غيره، فيه حق وباطل، ليس أحد معصوماً، ولكن ليست آثاره مثلاً كآثار الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، فبينهما كما بين السماء والأرض، فآثار الرجل الأول هي عبارة عن أشياء أدبية وثقافية عامة، وليس عنده كما عند الشيخ الألباني في التحقيق والعلم. ولذلك أنا أرى أن الحق يؤخذ من كل إنسان، والباطل يُرَد من كل إنسان، وأنه لا ينبغي لنا بل ولا يجوز لنا أن نجعل مدار الخصومة والنزاع والتفرق والائتلاف هو أسماء الرجال. اهـ.
وقال الشيخ بكر أبو زيد عن كتابات سيد قطب رحمه الله: وجدت في كتبه خيرًا كثيرًا وإيمانًا مشرفًا وحقًا أبلج، وتشريحًا فاضحًا لمخططات العداء للإسلام، على عثرات في سياقاته واسترسال بعبرات ليته لم يفه بها، وكثير منها ينقضها قوله الحق في مكان آخر والكمال عزيز، والرجل كان أديبًا نقادة، ثم اتجه إلى خدمة الإسلام من خلال القرآن العظيم والسنة المشرفة، والسيرة النبوية العطرة... فالواجب على الجميع الدعاء له بالمغفرة والاستفادة من علمه، وبيان ما تحققنا خطأه فيه، وأن خطأه لا يوجب حرماننا من علمه ولا هجر كتبه. اهـ.
وقد سبقت لنا عدة فتاوى عن سيد قطب وكتبه، منها الفتويان: 11552، 14528.
كما سبق بيان حقيقة موقف سيد قطب في موضوع الحاكمية في الفتوى رقم: 6572،
والله أعلم.
اسلام ويب : الرابط : http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=123218