هل كل طاغوت كافر ؟
عندما يثار مثل هذا السؤال، لا شك أنه لا يراد منه الحجر أو الشجر التي تعبد من دون الله - كمن يفعل ممن يريدون أن يميعوا قضية الكفر بالطاغوت - وإنما يُراد به شياطين الإنس والجن التي تعبد من دون الله تعالى.
و عليه فإننا نقول : كل ما عبد من دون الله - وهو راض بذلك - ولو في مجال من مجالات العبادة فهو كافر، بل إمام من أئمة الكفر والطغيان يجب الكفر به وتكفيره، ولا يتوقف في تكفيره أو يشك في كفره إلا كل كافر مثله، أعمى البصر والبصيرة .
ثم إن الكتاب والسنة لم يرد فيهما ذكر للطاغوت إلا على النحو الذي يدل على كفره كفرا بواحا، مما يدل أن الأصل في استخدام هذه الكلمة اطلاقها على طواغيت اجتمعت فيهم صفات الكفر البواح.
و لكن أحيانا يطلق اسم الطاغوت على أعيان، ويراد منه معناه اللغوي وهو مجاوزة الحد والتعدي - وليس كل ظالم مجاوز للحد كافرا - كإطلاقات بعض السلف على أئمة الجور من حكام بني أمية والعباسيين كالحجاج وغيره، فإنهم أطلقوا عليه اسم الطاغوت وصفة الطغيان، ومع ذلك كثير منهم توقف عن تكفيره، والله تعالى أعلم.