مرحباً بكم أخي الكريم .
نفعكم الله بهذا المنتدى في الدارين .
لا تنسى ذكر الله !!!
مرحباً بكم أخي الكريم .
نفعكم الله بهذا المنتدى في الدارين .
لا تنسى ذكر الله !!!
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  معنى الإله .

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن القيم




عدد المساهمات : 52
تاريخ التسجيل : 11/07/2016

 معنى الإله . Empty
مُساهمةموضوع: معنى الإله .    معنى الإله . Emptyالإثنين أغسطس 08, 2016 6:51 am

ما معنى الإله ؟ لغةً  و شرعاً ؟

الإله لغةً : الله عز وجل، وكل ما تخذ من دونه معبودا إله عند متخذه، والجمع آلهة، والآلهة : الأصنام، سموا بذلك لاعتقادهم أن العبادة تحقُّ لها، وأسماؤهم تتبع اعتقاداتهم لا ما عليه لاشيء في نفسه..
و الإلاهة والأُلوهيَّةُ والأُلوهة : العبادة…
و الله : أصله إلاه، على فِعال بمعنى مفعول، لأنه مألوه أي معبود..
و قيل في اسم الباري سبحانه : إنه مأخوذ من ألِهَ يألَه إذا تحير، لأن العقول تأله في عظمته. وألِهَ يأله ألَهاً أي تحير، وأصله ولِهَ يَوْلَهُ ولَهاً. وقد ألِهتُ على فلان أي اشتد جزعي عليه، مثل ولِهتُ، وقيل : هو مأخوذ من أَلِهَ يألَهُ إلى كذا أي لجأ إليه لأنه سبحانه المفزَعُ الذي يُلجأُ إليه في كل أمر…
و التألُّهُ : التنسك والتعبد. والتأليه : التعبيد .
الإله شرعاً :
قال ابن رجب رحمه الله : الإله هو الذي يطاع فلا يُعصى هيبة له وإجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه وسؤالا منه ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل، فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية، كان ذلك قدحاً في إخلاصه في قوله : "لا إله إلا الله"، وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك .
و منه يعلم أن المعبود - ولو في جزئية من جزئيات العبادة - هو إله ومألوه بالنسبة لعابده، ومن دخل في عبادة غير الله عز وجل فيما يعتبر من خصائص الإلهية، فقد أقر لهذا الغير بالإلهية، واتخذه إلهاً مع الله أو من دونه.

و حتى تتعرى لنا الآلهة - المزعومة الهزيلة - التي فتنت العباد عن دينهم، وفرضت نفسها على البلاد والعباد كآلهة يجب أن تعبد وتطاع، لا بد من أن نقف على بعض خصائص إلهية الله تعالى التي لا يجوز لأحد من خلقه أن يشركه فيها، لنرى بعد ذلك كم هم الآلهة التي تدعي في زماننا هذه الخصائص لنفسها، ثم كيف هم يأطرون الناس أطراً ليعترفوا لهم بهذه الخصائص، وأنها حق لهم من دون الله تعالى !!

ـ من خصائص إلهية الله تعالى :

أولا  أن الحكم لله تعالى وحده، فله الخلق والأمر.
قال تعالى :  إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو صير الفاصلين  .
و قال تعالى :  إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه  .
و قال تعالى :  ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين  .
و قال تعالى :  و لا يُشرك في حكمه أحدا  . وغيرها كثير من الآيات التي تدل على هذا المعنى.
و بالتالي فإن من يدعي من الخلق - وما أكثرهم في زماننا - هذه الخاصية لنفسه، خاصية الحكم التي هي وقف لله تعالى، فقد ادعى الإلهية لنفسه، ومن أقر له بهذه الخاصية فقد أقر له بالإلهية، وتألهه من دون الله تعالى.

ثانيا- خاصية التشريع، والتحليل والتحريم، والتحسين والتقبيح .
حيث يعتبر ذلك من أخص خصائص الإلهية التي تفرد الله سبحانه وتعالى بها.
و بالتالي فإن من يدعي من الخلق - وما أكثرهم في زماننا  - هذه الخاصية لنفسه، خاصية التشريع والتحليل والتحريم، فقد ادعى الإلهية وجعل من نفسه ندا لله تعالى، ومن أقر له بهذه الخاصية أو تابعه عليها فقد أقر له بالإلهية ورضيها له، وتألهه من دون الله تعالى.
قال تعالى :  اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون  .
قد تقدم تفسير الآية، وقد نقلنا أقوال أئمة العلم والتفسير في المراد من الربوبية والإلهية التي ادعوها الأحبار والرهبان لأنفسهم، حيث كانت في تصدرهم لخاصية التحليل والتحريم من غير سلطان من الله تعالى. وكانت عبادة التبع لهم بمجرد الإقرار لهم بهذا الحق ومتابعتهم عليه.
و قال تعالى :  أم لهم شركاءُ شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله  .
و قال تعالى :  قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل ءآالله أذن لكم أم على الله تفترون  ، و لا تقولوا لما تصفُ ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون  .
و قد روي أن أعرابيا من بني تميم قال للنبي صلى الله عليه وسلم  : إن حمدي زين، وذمي شين ! قال له : "ذاك الله" .
أي ليس ذلك من خصوصياتك ولا من خصوصيات البشر كلهم ولو اجتمعوا في صعيد واحد، وإنما هو من خصوصيات الله تعالى وحده. فإن ما تطلق عليه حكم الزين والتحسين قد يكون عند الله شين وقبيح، وما تطلق عليه حكم الشين قد يكون عند الله زينا وحسنا، فالحكم على الأشياء لله تعالى وحده وليس لأحد من خلقه.

ثالثا- أن الله تعالى يحكم ما يريد من غير أن يعقب عليه أحد أو يقدم بين يديه بقول أو فهم أو اعتراض.
فله تعالى الأمر، وعلى رسولنا البلاغ، وعلينا الرضى والتسليم.
قال تعالى :  إن الله يحكم ما يريد  .
و قال تعالى :  و الله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب  .
و قال تعالى :  و ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم  .
و قال تعالى :  يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين  يدي الله ورسوله  .
و قال تعالى :  إنما كان قول المؤمنين إذا دُعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون  .
و غيرها كثير من الآيات التي تدل على هذا المعنى.
و بالتالي فإن من يدعي هذه الخاصية لنفسه، فيقول : أنا أحكم ما أريد من غير معقب، وأنا فوق أن يقدم بين يدي بقول أو فهم أو اعتراض، فقد ادعى الإلهية وجعل من نفسه ندا لله تعالى، ومثله مثل فرعون عندما قال : ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد  .
و كذلك فمن يقر له بهذه الخاصية لا شك فإنه يكون قد أقر له بالإلهية، واتخذه إلها معبودا من دون الله تعالى.

 رابعا-  أنه تعالى لا يُسأل عما يفعل وما سواه فإنه يُسأل.
كما قال تعالى :  لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون  .
و بالتالي فإن من يدعي هذه الخاصية لنفسه، حيث يقول : إنه لا يُسأل عما يفعل أو أنه فوق المساءلة، فقد ادعى الإلهية لنفسه وجعل من نفسه ندا ومثيلا لله تعالى، والله تعالى يقول : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير  .
و كذلك فإن من يقر له بهذه الخاصية فقد رضي له الإلهية وأن يكون له معبودا من دون الله تعالى.

خامسا- أنه المحبوب لذاته.
وما سواه فيحب له سبحانه وتعالى، وقد تقدم ذكر الأدلة على هذه الخاصية…
و بالتالي فإن أي مخلوق يدعي هذه الخاصية لنفسه، وأن له الحق في أن يُحب لذاته ، بحيث يُوالى ويعادى عليه، فقد ادعى الإلهية وجعل من نفسه مثيلا ونداً لله تعالى. وأيما مخلوق يقر له بهذه الخاصية فقد اتخذه إلهاً، ورضي أن يكون معبوده من دون الله تعالى.

سادسا-   أنه المطاع لذاته.
وما سواه يُطاع له وفيه، حيث لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
و قد تقدمت الأدلة على أن من يدعي الطاعة لذاته فإنه يدعي خاصية هي من خصائص الله تعالى وحده، ومن يعترف له بذلك فإنه يعترف له بالإلهية والندية لله تعالى.

سابعا-  أنه النافع الضار.
بيده وحده الضر والنفع، وهو يُجير ولا يجار عليه.
قال تعالى :  و لا تدعُ من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين. وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده  وهو الغفور الرحيم  .
و قال تعالى :  قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا  .
و قال تعالى :  و يعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون  .
وقال تعالى :  قل اتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا  ، قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله  . وغيرها كثير من الآيات التي تدل على هذا المعنى.
و في الحديث، عن ابن عباس قال : كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم  ، فقال : "يا فتى ألا أهب لك، ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ؟ احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، وإذا سألت فاسأل الله، واعلم بأن الخلائق لو أرادوك بشيء لم يردك الله به لم يقدروا عليه، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا" .
و بالتالي فأيما امرئ يتوجه إلى أي مخلوق - سواء كان ملكا أو نبيا أو وليا صالحا أو غير ذلك - بالدعاء والاستغاثة أو الطلب والتوكل، يرجو منه جلب المنافع ودفع المضار، فإنه كافر مشرك، وتحققت عبوديته لغير الله تعالى.
و هذا المشرك لو سألته عن سبب عبادته ودعائه لغير الله تعالى لأجابك كما أجاب مشركي العرب النبي صلى الله عليه وسلم  من قبل : ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى  . و يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله .
قال ابن تيمية : فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائط يدعوهم، ويتوكل عليهم، ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار، مثل أن يسألهم غفران الذنب، وهداية القلوب، وتفريج الكروب، وسد الفاقات : فهو كافر بإجماع المسلمين.
قال تعالى :  و لا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون، فبين سبحانه أن اتخاذ الملائكة والنبيين أربابا كفر .

ـ خلاصة ما تقدم :

نقول : إن لله تعالى خصائص وصفات لا يجوز لأحد من خلقه أن يشركه فيها، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
و أنه تعالى هو الإله المعبود بحق الذي يجب أن تصرف إليه وحده جميع أنواع العبادة ومجالاتها : قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له .
و بالتالي إن أي مخلوق - أيا كانت صفته ومكانته - يدعي خصائص وصفات هي من خصوصيات وصفات الله تعالى وحده، فإنه قد ادعى الإلهية، وجعل من نفسه ندا وشريكا لله تعالى في خصائصه.
و كذلك فإن أي امرئ يقر لذلك المدعي الإلهية على ما ادعاه ويتابعه عليه، فإنه قد رضيه إلها ومعبودا من دون الله تعالى.

المرجع  : كتاب الطاغوت ( 48 -57 ) .
الشيخ    : عبدالمنعم مصطفى حليمة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
معنى الإله .
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ما معنى العبادة ؟
» معنى الطاغوت !
» ما معنى كلمة الدين و مدلولاتها ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: العلوم الشرعية :: العقيدة-
انتقل الى: