مرحباً بكم أخي الكريم .
نفعكم الله بهذا المنتدى في الدارين .
لا تنسى ذكر الله !!!
مرحباً بكم أخي الكريم .
نفعكم الله بهذا المنتدى في الدارين .
لا تنسى ذكر الله !!!
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ما معنى كلمة الدين و مدلولاتها ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن القيم




عدد المساهمات : 52
تاريخ التسجيل : 11/07/2016

ما معنى كلمة الدين و مدلولاتها ؟ Empty
مُساهمةموضوع: ما معنى كلمة الدين و مدلولاتها ؟   ما معنى كلمة الدين و مدلولاتها ؟ Emptyالإثنين أغسطس 08, 2016 6:32 am

ما معنى كلمة الدين و مدلولاتها ؟

لكي يدرك المرء في أي ملة هو وعلى أي دين، لا بد له من أن يعرف معنى كلمة الدين ومدلولاتها، لينظر بعد ذلك على أي دين هو، أهو في دين الله وطاعته وشرعته، أم في دين غيره وطاعته وشرعته.

جاء في لسان العرب معنى كلمة الدين : الدَّيان : من أسماء الله عز وجل، معناه الحكَم القاضي. وسئل بعض السلف عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فقال : كان ديان هذه الأمة بعد نبيها أي قاضيها وحاكمها .
و الديَّان : القهار، وقيل : الحاكم والقاضي، وهو فعَّل من دان الناس أي قهرهم على الطاعة. يقال دنتهم فدانوا أي قهرتهم فأطاعوا..
و في حديث أبي طالب : قال له عليه السلام : "أريد من قريش كلمة تدين لهم بها العرب" أي تطيعهم وتخضع لهم.
و الدين : الجزاء والمكافأة، ودِنته بفعله دَينا : جزيته، ويوم الدين : يوم الجزاء. وفي المثل : كما تدين تُدان،  أي كما تُجازي تُجازى أي تجازى بفعلك وبحسب ما عملت. ومنه قوله تعالى : مالك يوم الدين، معناه مالك يوم الجزاء والحساب…
و الدين : الطاعة. وقد دِنته ودِنت له أي أطعته..
و الدين : العادة والشأن، تقول العرب : ما زال ذلك ديني وديدَني أي عادتي …
و في الحديث : "الكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والأحمق من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله"، قال أبو عبيد : قوله دان نفسه ، أي أذلها واستعبدها، وقيل : حاسبها…
و الدين لله من هذا إنما هو طاعته والتعبد له، ودانه دينا أي أذله واستعبده. يقال : دِنته فدان…
و في التنزيل العزيز : ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك ، قال قتادة : في قضاء الملك.
و دِنتُه أَدينُه دَينا : سُسْتُه. ودنْته : ملَكْته. ودُيّنْته أي مُلِّكته. ودَيَّنتُه القومَ : وليته سياسَتهم. ودِنْتُ الرجلَ : حملته على ما يكره.
و الدين : ما يتدين به الرجل. والدين : السلطان. والدين : الورع والدين : القهر. والدين : المعصية. والدين الطاعة.
و في حديث الخوارج : "يمرقون من الدين مُروقَ السهم من الرميَّة"، قال الخطابي : يعني قوله صلى الله عليه وسلم  يمرقون من الدين ، أراد بالدين الطاعة أي أنهم يخرجون من طاعة الإمام المفترض الطاعة وينسلخون منها، والله أعلم.
و في حديث الحج : "كانت قريش ومن دان بدينهم"، أي اتبعهم في دينهم ووافقهم عليه .

و قال ابن تيمية رحمه الله : الدين مصدر، والمصدر يضاف إلى الفاعل والمفعول، يقال دان فلان، فلانا، إذا عبده وأطاعه، كما يقال دانه إذا أذله، فالعبد يدين لله أي يعبده ويطيعه، فإذا أضيف الدين إلى العبد فلأنه العابد المطيع، وإذا أضيف إلى الله فلأنه المعبود المطاع .

يستخلص مما تقدم أن أخص ما يدخل في مسمى الدين ومعناه : الحكم والقضاء والتشريع والعرف، وكذلك الطاعة والاتباع ة الانقياد والخضوع والذل لسلطة عليا قاهرة.

و عليه : فإن من يدخل في طاعة الله تعالى، وينقاد إلى حكمه وشرعه، ويتبع ما أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم  فهو داخل في دين الله الإسلام، وهو عابد له سبحانه وتعالى. وبالتالي فإن من يعرض عن طاعة الله تعالى وعن حكمه وشرعه، ومن ثَمَّ يطيع غيره ويحتكم إلى حكم وشرع هذا الغير - ولو في جزئية من جزئيات حياته - فهو داخل في دينه، وعابد له من دون الله، ولو زعم بلسانه - ألف مرة - أن دينه الإسلام، وهو من المسلمين !

و إليك بعض الأدلة على ذلك :

قال تعالى :  و قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله  .
قال ابن تيمية : والدين هو الطاعة، فإذا كان بعض الدين لله وبعضه لغير الله، وجب القتال حتى يكون كله لله .
فانظر كيف فسر الدين بالطاعة، وأن من كان على طاعة غير الله - ولو في جانب من جوانب حياته - فهو في دين هذا الغير وليس في دين الله، ويتعين قتاله حتى يعطي الطاعة كلها لله وحده.
و قال ابن جرير في التفسير : و يكون الدين كله لله، يقول : وحتى تكون الطاعة والعبادة كلها لله خالصة دون غيره، وقد فسر الفتنة بالشرك .
و قال تعالى : الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله  .
و قال تعالى :  إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم  .
و قال تعالى :  و كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين ..  .
و قال تعالى :  و كذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شُركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم  .
و قال تعالى :  أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله  .
و قال تعالى :  لكم دينكم ولي دين  . وغيرها من الآيات .

قال المودودي رحمه الله : المراد ب(الدين) في جميع هذه الآيات هو القانون والحدود، والشرع والطريقة والنظام الفكري والعملي الذي يتقيد به الإنسان، فإن كانت السلطة التي يستند إليها المرء لاتباعه قانونا من القوانين، أو نظاما من النظم سلطة الله تعالى، فالمرء لا شك في دين الله عز وجل، وأما إن كانت تلك السلطة سلطة ملك من الملوك، فالمرء في دين الملك، وإن كانت سلطة المشايخ والقسوس فهو في دينهم. وكذلك إن كانت تلك السلطة سلطة العائلة أو العشيرة، أو جماهير الأمة، فالمرء لا جرم في دين هؤلاء .

و في قوله تعالى ـ: و قال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد  .
قال رحمه الله : وبملاحظة جميع ما ورد في القرآن من تفاصيل لقصة موسى عليه السلام وفرعون، لا يبقى من شك في أن كلمة (الدين) لم ترد في تلك الآيات بمعنى النحلة والديانة فحسب، أريد بها الدولة ونظام المدينة أيضا. فكان مما يخشاه فرعون ويعلنه : أنه إن نجح موسى عليه السلام في دعوته، فإن الدولة ستزول وإن نظام الحياة القائم على حاكمية الفراعنة والقوانين والتقاليد الرائجة سيقتلع من أصله .
و منه يعلم أن هذه الأنظمة والقوانين الوضعية السائدة والحاكمة في أمصار المسلمين، هي دين وإن لم يسمها أهلها بذلك، ومن دخل فيها أو تابع الطغاة عليها، أو رضي بها فهو في غير دين الله - وهو في دين الطاغوت - وإن زعم الإسلام وتسمى بأسماء المسلمين.

ثم إن كل منهاج أو نظام أو دستور أو قانون لا يقوم على أساس الإسلام والطاعة لله عز وجل، والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم  ، فهو دين باطل وطاغوت يتعين البراء منه والكفر به.
كما قال تعالى في سورة الكافرون : قل يا أيها الكافرون* لا أعبد ما تعبدون* ولا أنتم عابدون ما أعبد…لكم دينكم ولي دين.
و قال تعالى :  إن الدين عند الله الإسلام  .
و قال تعالى :  و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين  .

و منه يعلم كذلك أن ما من امرئ في الوجود إلا وله دين يدين به ومعبود يعبده، حتى ذاك الملحد الذي يكفر بوجود الله تعالى وبالأديان السماوية وغيره، له دين يدين به وينهجه في حياته، وله آلهته الخاصة به التي تشرع له فيتبعها ويعبدها من دون الله ، ففر - بزعم التحرر من عقدة الأديان - من الدين الحق إلى الدين الباطل، ومن العبودية الحقة التي توافق الفطرة البشرية إلى العبودية الباطلة الدخيلة..!

المرجع  : كتاب الطاغوت ( 42- 48 ) .
الشيخ    : عبدالمنعم مصطفى حليمة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ما معنى كلمة الدين و مدلولاتها ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كلمة: لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة
» ما معنى العبادة ؟
»  معنى الإله .
» معنى الطاغوت !

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: العلوم الشرعية :: العقيدة-
انتقل الى: