مرحباً بكم أخي الكريم .
نفعكم الله بهذا المنتدى في الدارين .
لا تنسى ذكر الله !!!
مرحباً بكم أخي الكريم .
نفعكم الله بهذا المنتدى في الدارين .
لا تنسى ذكر الله !!!
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير العبادة بمعنى الموالاة والمعاداة .

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن القيم




عدد المساهمات : 52
تاريخ التسجيل : 11/07/2016

تفسير العبادة بمعنى الموالاة والمعاداة . Empty
مُساهمةموضوع: تفسير العبادة بمعنى الموالاة والمعاداة .   تفسير العبادة بمعنى الموالاة والمعاداة . Emptyالإثنين أغسطس 08, 2016 6:16 am

تفسير العبادة بمعنى الموالاة والمعاداة .

مما يدخل كذلك في مسمى العبادة : الحب والكره، والموالاة والمعاداة، فمن كانت موالاته ومعاداته، وحبه وكرهه لله تعالى وفي الله، بحيث يحب ما يحبه الله، ويكره ما يكرهه الله، ويوالي من يوالي الله ورسوله، ويعادي من يعادي الله ورسوله، ويرضى ما يُرضي الله، ويبغض ما يبغض الله تعالى، فهو حينئذ يكون عبدا لله تعالى وحده، وقد كمل إيمانه، ومن كان مناط حبه وكرهه، وموالاته ومعاداته غير الله تعالى، فهو عبد لهذا الغير - مهما اختلفت وتعددت صوره وأشكاله - وداخل في عبادته وتقديسه أقر له بذلك أم لم يقر.
و في الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم   أنه قال : "من أحب لله، وأبغض لله، وأعطىلله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان" .
و قال صلى الله عليه وسلم  : "أوثق عرى الإيمان : الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله عز وجل" .
و كون ذلك أوثق عرى الإيمان، فهو لتحقق كما العبودية وأعلى مراتبها ودرجاتها، وبالتالي فمن أعطى ذلك لغير الله تعالى فقد تحققت عبوديته لهذا الغير بأعلى مراتب العبودية ودرجاتها.
فلا يحب لذاته إلا الله تعالى ، وما سواه ينحب له سبحانه وتعالى وليس معه، وأيما مخلوق -أيا كانت صورته  - يُحب لذاته أو مع الله ، بحيث يُعقد عليه الولاء والبراء فيما أصاب وفيما لم يصب، وفي الحق والباطل، فقد اتُخذ ندا وعُبد من دون الله.
قال تعالى :  و من الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله، والذين آمنوا أشد حبا لله  .
قال ابن تيمية : لا يجوز أن يُحب شيء من الموجودات لذاته إلا هو سبحانه وبحمده، فكل محبوب في العالم إنما يجوز أن يحب لغيره لا لذاته، والرب تعالى هو الذي يجب أن يُحب لنفسه، وهذا من معاني إلهيته و لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا، فإن محبة الشيء لذاته شرك فلا يُحب لذاته إلا الله، فإن ذلك من خصائص إلهيته، فلا يستحق ذلك إلا الله وحده، وكل محبوب سواه لم يحب لأجله فمحبته فاسدة…
فمن جعل غير الرسول تجب طاعته في كل ما يأمر به وينهى عنه، وإن خالف أمر الله ورسوله فقد جعله ندا، وربما صنع به كما تصنع النصارى بالمسيح، فهذا من الشرك الذي يدخل أصحابه في قوله تعالى : و من الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله .
و قال تلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى : فالله تعالى إنما خلق الخلق لعبادته، الجامعة لكمال محبته، مع الخضوع له والانقياد لأمره.
فأصل العبادة : محبة الله، بل إفراده بالمحبة، وأن يكون الحب كله لله، فلا يحب معه سواه، وإنما يحب لأجله وفيه، كما يحب أنبياءه  ورسله وملائكته وأولياءه، فمحبتنا لهم من تمام محبته، وليست محبة معه كمحبة من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحبه .
و من الأدلة كذلك على شرك الحب والطاعة والاتباع، قوله تعالى عن المجرمين وهم في سقر : قالوا وهم فيها يختصمون. تالله إن كنا لفي ضلال مبين. إذ نسويكم برب العالمين.  .
فتسوية الرعاع التبع لأسيادهم وزعاماتهم المتبوعين برب العالمين كانت في الحب والطاعة والانقياد، وليس في الخلق أو التصرف بنواميس الكون، فهم أعجز من أن يخلقوا ذبابة واحدة فما دون.
و لكن لما أخصوهم بالحب والطاعة لذواتهم، وبما لا يجوز إلا لله تعالى، حصلت منهم هذه المساواة الظالمة، وهذا الشرك الكبر الذي أودى بهم إلى العذاب الأكبر، وإلى هذا التلاوم والندم، ولات حين مندم.
قال ابن القيم رحمه الله : ومعلوم أنهم ما سووهم به - سبحانه - في الخلق، والرزق، والإماتة والإحياء، والملك والقدرة، وإنما سووهم به في الحب والتأله والخضوع لهم والتذلل، وهذا غاية الجهل والظلم، فكيف يسوى التراب برب الأرباب ؟! وكيف يسوى العبيد بمالك الرقاب ؟!
و قال : وهذه التسوية لم تكن منهم في الأفعال والصفات، بحيث اعتقدوا أنها مساوية لله سبحانه في أفعاله وصفاته وإنما كانت تسوية منهم بين الله وبينها في المحبة والعبودية والتعظيم..
و لم تكن تسويتهم لهم بالله في كونهم خلقوا السماوات والأرض أو خلقوهم أو خلقوا آباءهم، وإنما سووهم برب العالمين في الحب لهم كما يحب الله فإن حقيقة العبادة هي الحب والذل .
و بعد، فمن يتأمل واقع الأمة في هذا الزمان يجد أن كثيرا من الأشياء تُوالى لذاتها حيث عليها يعقد الولاء والبراء، والناس داخلون سراعا في عبادتها - من هذا الجانب - وهم يدرون أو لا يدرون…!.

ـ علامات الحب :
إذ لكل دعوى علامات تصدقها أو تكذبها، ولدعوى الحب علامات ينتفي الحب بانتفائها ويثبت بثبوتها، من أبرزها وأهمها : الاتباع والطاعة والانقياد، فمن كما اتباعه للنبي صلى الله عليه وسلم  والتزم بما جاء به من عند ربه كمل حبه لله تعالى، حيث كلما قوي الاتباع قوي الحب، والعكس كذلك كلما قوي الحب قوي الاتباع، فكل منهما دليل على الآخر ولازم له.
و من ينتفي عنده مطلق الاتباع الظاهر لهدي النبي صلى الله عليه وسلم  كان ذلك دليلا على انتفاء مطلق الحب في الباطن لله عز وجل، وهذا لا يكون إلا من كافر زنديق، ومن يدعي الحب من غير اتباع ظاهر فاعلم أنه كذاب، وصريح الآية يبطل زعمه ودعواه، وهو قوله تعالى ـ:قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله  .
قال ابن كثير : هذه الآية حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله .
و قال ابن تيمية : فكل من ادعى أنه يحب الله ولم يتبع الرسول فقد كذب، ليست محبته لله وحده، بل إن كان يحبه فهي محبة شرك، فإنما يتبع ما يهواه، كدعوى اليهود والنصارى محبة الله، فإنهم لو أخلصوا له المحبة لم يحبوا إلا ما أحب فكانوا يتبعون الرسول، فلما أحبوا ما أبغض الله مع دعواهم حبه كانت محبتهم من جنس محبة المشركين .
و قال ابن القيم : وإذا كانت المحبة له هي حقيقة عبوديته وسرها، فهي إنما تتحقق باتباع أمره واجتناب نهيه، فعند اتباع الأمر واجتناب النهي تتبين حقيقة العبودية والمحبة، ولهذا جعل اتباع رسوله علما عليها، وشاهدا لمن ادعاها، فقال تعالى : قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله، فجعل اتباع رسوله مشروطا بمحبتهم لله، وشرطا لمحبة الله لهم، ووجود المشروط ممتنع بدون وجود شرطه وتحققه بتحققه، فعلم أنتفاء المحبة عند انتفاء المتابعة، فانتفاء محبتهم لله لازم لانتفاء المتابعة لرسوله، وانتفاء المتابعة ملزوم لانتفاء محبة الله لهم، فيستحيل إذاً ثبوت محبتهم لله، وثبوت محبة الله لهم بدون المتابعة لرسوله .
و دل على أن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم  هي حب الله ورسوله وطاعة أمره، ولا يكفي ذلك في العبودية حتى يكون الله ورسوله أحب إلى العبد مما سواهما ، فلا يكون عنده شيء أحب إليه من الله ورسوله، ومتى كان عنده شيء أحب إليه منهما فهذا هو الشرك الذي لا يغفره الله لصاحبه ألبتة، ولا يهديه الله، قال تعالى : قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله، فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين.
فكل من قدم طاعة أحد من هؤلاء على طاعة الله ورسوله، أو قول أحد منهم على قول الله ورسوله، أو مرضاة أحد منهم على مرضاة الله ورسوله، أو خوف أحد منهم ورجاءه والتوكل عليه على خوف الله ورجائه والتوكل عليه، أو معاملة أحدهم على معاملة الله، فهو ممن ليس الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وإن قاله بلسانه فهو كذب منه، وإخبار بخلاف ما هو عليه، وكذلك من قدم حكم أحد على حكم الله ورسوله، فذلك المقدم عنده أحب إليه من الله ورسوله .
قلت : ويُعلم كذب الحكام الآثمين الجاثمين على صدر الأمة ومقدراتها - ومن يزين أحوالهم في أعين الناس من مشايخ السوء والإرجاء - الذين يدعون - استرضاء ونفاقا لشعوبهم - حب الله ورسوله، ثم هم في المقابل يحرصون على تنفيذ سياسات الشرق أو الغرب في جميع شؤون حياة الأمة، ويحكمون قوانينهم الكافرة في شعوبهم ويقدمونها على حكم الله..!!
و في الحديث،  فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه قال : "لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين"،  وفي رواية : "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" .
و انتفاء الإيمان - كما تقدم - لا يكون إلا لنوع شرك يتضمن نوع عباد لغير الله تعالى.
قال أبو سليمان الخطابي في شرحه للحديث : فمعناه لا تصدق في حبي حتى تفنى في طاعتي نفسك، وتؤثر رضاي على هواك وإن كان فيه هلاكك .
فتأمل هذا المعنى وواقع الأمة منه، ثم انظر كم الهوة واسعة بين واقع الناس وبين حقيقة هذا الدين…

المرجع :   كتاب الطاغوت ( 28-31) .
الشيخ   :   عبدالمنعم مصطفى حليمة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير العبادة بمعنى الموالاة والمعاداة .
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير العبادة بالطاعة
» تفسير العبادة بالتحاكم.
» ما معنى العبادة ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: العلوم الشرعية :: العقيدة-
انتقل الى: